Tuesday, December 3, 2024

تصريحات وزير الخارجية الغامبي بشأن الفضيحة الدبلوماسية زادت الطين بلة

الأربعاء, يوليو 26, 2023
محلية ، مقال الرأي

 

بقلم/ باسيديا درامي

في مؤتمر صحفي نادر مع الصحفيين المحليين، وصف وزير خارجية غامبيا، الدكتور مومودو تانغارا، الفضيحة الدبلوماسية التي تورط فيها العديد من الدبلوماسيين الغامبيين في واشنطن بأنها «ليست خطيرة للغاية» في السياق الغامبي. كان تانغارا يحاول بشق الأنفس تبرير قرار الولايات المتحدة بطرد ثلاثة من كبار الدبلوماسيين الغامبيين في سفارة البلاد في واشنطن، بما في ذلك نائب رئيس البعثة، بسبب تورطهم في فضيحة التأشيرات. وقال الوزير للصحفيين الذين اتهمهم بتهويل القضية: «غامبيا لم تفقد مصداقيتها على الساحة الدولية». وأشار كذلك إلى أن بعض الدبلوماسيين يحاولون مساعدة الأقارب بتأشيرات دون معرفة الآثار المترتبة على ذلك.

 

قوبلت تصريحات الوزير بالتنديد والاستنكار  من قبل شريحة من الغامبيين على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها فشلًا ذريعاً في التعاطي مع هذه القضية التي فضحت غامبيا وهزت مكانتها على المسرح الدولي، وفوت فرصة سانحة في اتخاذ تدابير عاجلة رادعة لكل من تسول له نفسه فعل ما يسيء إلى سمعة غامبيا، في الوقت الذي بات قطاع السلك الدبلوماسي منزلاً للموالين والحلفاء السياسيين غير الأكفاء، الذين ليس لدى معظمهم أدنى فكرة عن تعقيدات العلاقات الدولية واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تحدد قواعد القانون الدبلوماسي.

 

نعم، الوزير محق بأن وزارته تنتظر نتائج التحقيقات الجارية في هذا الشأن، وأنه لا يرغب في استباق الأحداث،  لكن يجب عليه في الوقت ذاته أن يدرك أن مكانة غامبيا الدولية ومصداقيتها باتت على المحك وأن تعليقاته زادت الطين بلة.

بصفته دبلوماسيًا متمرسًا وأكاديميًا بارزًا، يتعين على السيد تانغارا الإصرار على تعيين موظفين دبلوماسيين أكفاء لتمثيل غامبيا في الخارج، بدلاً من الخضوع والخنوع للإملاءات التي تتنافى مع معايير التعيين. إنني أتفق مع وزير خارجية غامبيا الأسبق والدبلوماسي المخضرم الدكتور محمد الأمين سيدات جوب، الذي عبر عن اعتقاده بأن تانغارا يفضل التزام الصمت بشأن قضية إرسال ممثلين أجانب غير أكفاء للحفاظ على وظيفته.

 

في هذا الصدد، يتعين على وزارة الخارجية تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى مراجعة سياسات السلك الدبلوماسي حتى يتم تعيين المؤهلين لتمثيل غامبيا في الخارج. وفي رأي المتواضع، قد تشمل الحلول قصيرة المدى لحلحلة هذه الكارثة الدبلوماسية إعداد برامج تدريبية مكثفة للدبلوماسيين واستبعاد المعينين السياسيين الذين يفتقرون إلى المؤهلات اللازمة للوظيفة، وإلا فإن غامبيا على موعد مع مزيد من الفضائح الفادحة.