القصيدة(1)
بلال سيرين جوب
طـرب الـــفــــؤاد وكــــان أقــصـــر حــيــنــا
واهتـــاج شـــوق كــــــان قبـــــــل دفيــــنـا
وغــــدوت من فــــرط الحـبــــــور كـــــأنني
روض يضــــاحك نــســمـــة وعيـــــونـــــــا
فـــــدع الـــــعـــذول ومـــــــــــا عليه فإنما
عــذل المشوق يــــزيــــــده تمــــكـــيـــنــــا
لــلـه در جـــــنــــود غـــــــــــــزة إنــــــــهــم
أضحــــت بهم شـيـــــــع الضـلال عـزيـنـــــا
كــــــــروا عليهم والصــــبـــــــــــاحَ كـأنـهـم
ســــيــــــل يــــطـــــم شواهقا وحصونــــــا
فلـــحوهــــم لحــــــــو العصيِّ وألـــــبسـوا
تـــلــك البــــــقــــــاع من الخـــراب فنونـــا
ورموهـــم بـقــــــــذائف تركــــــــت بــهـــم
أيــامـهــــم بـغـتــا ليـــالــــيَ جــُـــــونــــــا
وســقوهـــــم كـــــأس الردى، وكــسوهــــم
ثــــوب الـصــــــغار قبائـــــــــلا وبــطونـــــا
فـــــغـــــدوا ولست تـــــــرى على سـاحاتهم
إلا جمـــاجـــــــم كُــــــسِّــــرت وذقـــــونـــا
فاعــدوا عــلــيــنـا يا صهايـــــنُ واحـشدوا
عـــنـــا الكـــتائب واقطـــــعـو التمويـــنــــا
فأمـــــورنـــــا بـــيــــــــد الإلـــــه وإنــــــــــه
لالا يــضــيِّــعــنـــــــا ولا يُـــــخــــــزيــنــــــا
وعـلـــــــى جوانحنــــــــــا بــــوادر هــــمــــة
تــــــزن الجبـــــال صـــــــــلابة ويــــقيـــنــــا
وبــــنا رجــــــال لــــــو أردت بعــــــــزمـهـــم
قلـــع الجبـــــــال لكــــــــان ذاك مهـــــيـــــنـا
قـــــوم من القــــــدس الشــــــريف وكــــلهم
في اللــــــه يـــــدعى فاتــــــحا ميمــــــونـــا
ركبـــــوا التــــــقى نحو العـــــــلا وتكــــتبـوا
في اللـــــه واتـــخــــذوا الشريعـــــة ديـنــــا
لا يـــهــتـــدون إلى الـــخـــــنـــا، فـقـلـوبـهم
أضحــــت بأيـــــــدي المـــــــكرمات رهـيـنـا
تتـــبادر الـمــــــــــوت الشـــــريف نفوســهم
أبــــــــدا، وتــــطَّرح الحـــــياة الهــــــونـــــا
وإذا تلاحــــــــمت الأســـــــود رأيـــــــتهـــم
تحــــت العجاجـــــــة ســــائقيــن مـــنونــــا
وأبــــــو عبيــــدة فيهـــم وهـــــو الــــــــــذي
دحــــــر اليهود وعلـــــــهم غـــــسلــــــيــــنـا
شهـــم إذا ركـب المـــشــــهــــر وانتـــــــضى
صمصـــــامه هــــــــــوت الجبال جنـــــونـــــا
وله إذا خــــــــاض العجاجـــــــة صيـــــحـــة
تتهــــدد الأفــــــــلاك منــــــــــهــــا حيــــنـــــا
بلـــــــغ الســــــــــماء جلالـــــــة ومـــــهابــــــة
وبنــــى على هـــــــــــام النـــجوم عريــــنـــــا
ولعمــــر من قطـــــع الحجيـــــج لـــبــــيــــته
بالراســـــمات فدافــــــــــدا وحــــــــزونـــــــا
لنقـــــلـــبـــن على اليهـــــــــود قُــــــراهــــــمُ
ولــنــوردَنَّ جُـــمــــوعـــهـم سِـــجِّـــيـــــنـَـــــا
ولنــرســلــــن من الســــمـــــــــاء عليــــــهـــم
شــــهــــبـــــا نطحـــــنــــــهم بها تطـــحيـــنــا
ولنـــنـــــزلن علـــــيـــــــهــــــــم بصـــــواعــق
تــــذر الصــــبــــايــــــا شــــــــائبين قــــرونـا
ولـــنــــــــتـــركن الطــــير تخـــطف مــنـهـــم
وســــــط الفلاة حــواجـــبـــــا وعــــيــونـــــا
ولنـــــــتـــركن نســـــاءهـــــم وفروعــــــهـــم
من فـــــــقــــدهم أبــــــدا تــــئـــــن أنــــيـنــا
ولـــــــنجـــــعـلــــنـــهــــم عـلـى عـــلاتـهـــــم
عـــــبـــرا يســــــير بضـــــوئــــــها الآتــــونـــا
ولـــــقـــد زعــــمــتــم أنكـــــــم - وكذبـتــــم-
أرســـــى القـــــوى وأشـــــــــدها تمــــكيـنـــا
ولقــــد سبـــــرناكــــم فلــــم نـر منـــكـــــــمُ
أحــــــدا يعــــادل في الــــحــــروب طـنـينـا
قـهـــر الـرجـــــــال جـــيـــوشــــكم فاغتلتـمُ
مــــــنــــا بـــــذاك عـــجــــــائزا وبــــنـــيــنـا
قســــمــا لقد خـــبـــتـــم، وأصبح شمـــلكـم
بـــــددا، وأمســـــى ركنــــكم مــــوهــونــــا
ولــــقـــــد تــــبــيـــــن لـــلخــــلائـق أنــكـم
أشـــقـى الــــــورى وأخـس مـنـها طـــينـــــا
يا إخـــوة الإســـــــلام مـــــا لـقـلـــــوبكــــم
مدخــــــــولة ولرأيـــــــكــــم مأفـــــــونــــــا
أمن الــــــمـــــروءة أن تـــروا إخوانـــكـــــم
مستضـعـفـــين وتــــمـــجنـون مـــجـــــونــا
هـــــذي فلســـــطــــينٌ تــــنــــادي جـهــــرةٌ
يـا لــــــلـــحــمــاة وأنــتـــــــمُ تلـــــهـــــونـا
فاستنهــــضوا الهــــمــم الـهــــوامدَ وانفـروا
نحـــو الـثـــــــــغــور، وأنـــــتــــم الـــعـالونـا
وتجــمعـــوا تحــــت اللــــــواء فـــــإن مـــن
ألــــف التـــــفــــرق لـــم يـــــزل مـلـعـــونـــا
وتبــــــرعــوا بـنــــفــائــــــس ورخـــــائـــص
لـلـــــقــــدس وأتوا الخـــــيــــر مسـتـبقـيـنـا
فلعـــمـــركم إن لم تـــــعـــيــنـــو غــــــــــزة
غـــــــدت الكـــــــــلاب أعــــــز منكم ديــنـــا
يا رب قـــــــد عــــــزت علــــي بـــــــــأن أرى
فـــــوق البسيـــطـــــة فاجـــــــرا صـهـيـونــا
فاســــتأصـــــلــنّ جذورهـــم، وخُـــذَنًَــهــــم
أخــــذا، فــقد فـــتـــنــــــوا الأنــام فـتــونـــا
وامـــرغ بـــــعـــــزك فـــــي التراب وجوههم
واتـــــركـــهـم خــازيــــن مــنــــدحـــريــنــــا
وأمـــدَّ غــــــزة من جنـــــودك واحـــمــــهـــا
أبـــدا، وســــكــــن روعـــــهــا تــســكــيـــنــا
- Log in to post comments
