أكد وزير الأراضي والحكم المحلي والشؤون الدينية بالوكالة أبوبكر بوي دور اللغة العربية في المجتمع الغامبي، وفي تعزيز الروابط الثقافية مع الدول العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بوي نيابة عن رئيس الجمهورية آدم بارو خلال افتتاح أعمال الندوة العالمية الدولية في فندق خيربا تحت شعار: "التكامل الثقافي العربي الإفريقي ودوره في مواكبة المتغيرات في النظام العالمي الجديد". صباح السبت الموافق 26 أغسطس 2023م الذي نظمه المعهد الثقافي الإفريقي العربي بالتعاون مع الأمانة العامة للتعليم الاسلامي العربي في غامبيا. حضر الندوة رئيس المجلس الاسلامي الأعلى الشيخ عيسى دابو وأمير الحج الأستاذ إبراهيم جيجو، ورئيس المعهد الثقافي الإفريقي العربي الدكتور محمد سالم الصوفي، وقاضي القضاة عمر سيكا، وعدد من الشخصيات البارزة.
وأعرب الوزير بوي عن سروره لانعقاد هذه الندوة الدولية في غامبيا مؤكدا تطلعه إلى النتائج والتوصيات التي ستصل إليها الندوة. كما أشار إلى غامبيا تتمتع بعلاقات وثيقة مع الدول العربية التي تقوم بدور كبير في تنمية الدولة، وحث الأمانة العامة والمجلس الاسلامي الاعلى في غامبيا على الحرص على تعزيز علاقاتهما مع المعهد الثقافي الإفريقي العربي.
في غضون ذلك، ألقى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في غامبيا الشيخ عيسى دابو كلمة رحب فيها بالحضور وفي مقدمتهم ممثل الرئيس الوزير أبوبكر بوي، مشيراً إلى أن هذه الندوة المباركة هي الأولى من نوعها في غامبيا.
كما عبر عن تقديره للمشايخ الذين أسسوا الكتاتيب، وأصحاب المدارس النظامية لدورهم في التربية والتعليم، رغم التحديات والصعوبات المالية التي يواجهونها لأن المدارس والجامعات العربية والإسلامية لا تتلقى مساعدات من الحكومة وغيرها، بل تعتمد على رسوم الطلبة لدفع رواتب المدرسين.
واختتم قائلا:" نرجو بالتنسيق مع الدول العربية والمؤسسات العربية لرفع راية الثقافة الإفريقية العربية الاسلامية.
ومن جانبه تحدث رئيس أمانة العامة للتعليم الاسلامي العربي في غامبيا الشيخ عمر خريش، الذي شكره الله على ما منّ عليهم بأكثر من أربعين سنة يقودون هذا العمل الاسلامي الدعوي، معبرا عن شكره لحكومة غامبيا التي سمحت لهم العمل فيها وعلى رأسهم الرئيس آدم بارو.
وأكد الشيخ خريش بأن دولة غامبيا دولة صغيرة بمساحتها وعدد سكانها، لكنها كبيرة في إنجازاتها، وأضاف قائلا:" كان من الأولى أن ندعو إلى التعاون الثقافي بين البلاد الإفريقية...فعلينا أن نشعر بإفريقتنا قبل أن ننتقل إلى البلاد العربية، نوحد أنفسنا ونعمل بطاقتنا حتى نحقق الهدف المرجو من هذه المؤتمرات."
من ناحيته، عبر رئيس المعهد الثقافي الإفريقي العربي الدكتور محمد سالم الصوفي، عن تقديره للحكومة الغامبية والأمانة العامة والمجلس الإسلامي الأعلى على جهودهما لإنجاز هذه الندوة.
لدى تقديم ورقته قال محمد أبو كلل مسؤول الشؤون العربية والإفريقية في تيار الحكمة الوطني العراقي، بأن العالم يتغير بسبب: ١) الأزمات الاقتصادية الخانقة الناتجة عن التطورات الخطيرة للعلمليات العسكرية في أوكرانيا. ٢) الأزمات الأمنية وهي تتعلق بانتشار ظاهرة لإرهاب في الدول العربية وإفريقيا. ٣) الصراع بين القوى الدولية. ٤) حالة عدم الاستقرار.
واختتم ورقته بأن التكامل الثقافي العربي الإفريقي بات أمرا في غاية الأهمية، ومن أجل استكمال وتفعيل هذا التكامل فنحن بحاحة لأمر واحد يتمثل في الإدارة الحكيمة للخلافات الداخلية بين مختلف الدول العربية والإفريقية.
كما قدم الأستاذ الباحث في طوبا محمد مرتضى بوسو ورقة بعنوان: شيخ أحمد بمب ودوره الرائد في خدمة الثقافة العربية، مشيدا بدور الراحل المولود 1854 والمتوفى 1927.
جدير بالذكر أن أحمد بمب بدأ التأليف دون العشرين وأسس مراكز تعليمية كثيرة، ولم يوجد في مكتوباته كتاب بالمحلية وذلك لاهتمامه البالغ باللغة العربية.
لدى تقديم ورقته بعنوان: "دور اللغة العربية في تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب الإفريقية والعالمية"، أكد الأستاذ أبوبكر فاتي بأن اللغة هي جوهر ثقافات الشعوب وتجسد العلاقة بين أقوام يختلفون في القومية والثقافة.
وعندما تحدث عن دور اللغة العربية في بناء الحضارات الإفريقية قال فاتي بأن القارة الإفريقية شهدت قيام حضارات وامبراطوريات، وبخاصة في غرب القارة قبل وطء الاستعمار أقدامه في هذه المنطقة، وكانت بداية قيام الامبراطورية قبل وصول الاسلام إلى المنطقة، وبعد دخول التجار العرب اعتنق سكان هذه المنطقة الإسلام بسبب أخلاقهم الحميدة ومن ثم بدأت اللغة العربية.
وفي مداخلته ذكر الدكتور عبد القادر سيلا بأن اللغة يمثل الهوية مشيرا إلى مدى تأثير اللغة العربية على الأدب الغامبي، كما حث العرب على الدفاع عن اللغة العربية كما يدافع الغرب عن لغاته.
من ناحيته، سلط القاضي عمر سيك الضوء على القضاء العربي الاسلامي في غامبيا الذي يربو على قرابة مائة عام، فيما تحدث الأستاذ سليمان دانجو عن دور المنظمات الإسلامية في غرب أفريقيا وعن دورها في تعزيز الشعوب الإفريقية والعالم العربي.
وفي كلمة الدكتور بوراما جامي عن دور الأمانة في التعليم العربي استعرض إحصائيات مهمة عن المدارس العربية، مبينا أهداف الأمانة العامة ونشاطاتها وإنجازاتها فضلا عن التحديات التي تواجهها.
كتب الخبر خليفة فاتي ومحمد سيلا
وحرره باسيديا درامي
- Log in to post comments