بقلم/ البروفيسور الحاج مانتا درامي زميل الجمعية الملكية للآداب وزميل أكاديمية التعليم العالي البريطانية)
سيكون للحرب الإسرائيلية على غزة عواقب دبلوماسية وسياسية وخيمة على الحكومات وخاصة في دول الشمال.
من الناحية الدبلوماسية، تدعو الدول عادة إلى ضبط النفس ووقف التصعيد وفي أفضل الأحوال وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين تعيشان في سلم وأمن جنبا إلى جنب.
وللأسف، فإن بعض القوى الكبرى في الغرب التي تحاضر في القانون الإنساني واحترام حقوق الإنسان، شجعت بدلا من ذلك على التصعيد وتزويد طرف واحد بالأسلحة الفتاكة مرسلة رسائل مختلطة خلقت الارتباك والضبابية بشأن السياسة الخارجية لبعض الدول الغربية. وقد دفع ذلك بعض دول الجنوب وخاصة العالم العربي والعالم الإسلامي إلى وصف بعض الدول الغربية بالنفاق السياسي وازدواجية المعايير فيما يتعلق بسيادة القانون والقانون الإنساني الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة التي أدت بالفعل إلى فقدان الآلاف من الأرواح وتشريد جميع سكان غزة تقريبا وعشرات آلاف من الجرحى نتيجة لما يصفه فقهاء القانون بالاستخدام غير المتناسب للقوة.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس لأسباب إنسانية بعد أن أيد أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 عضوا هذه الخطوة رغم أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي. الآن، ظهر أن هناك اختلافات في الرأي بين الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الإسرائيلية التي تريد حكومتها القضاء على حماس ولن تسمح لمحمود عباس بحكم غزة. وهذا يعني أن نية نتنياهو هي فرض إدارة استعمارية في غزة. وقد أحرج هذا الرئيس الأمريكي بايدن الذي يتعرض لضغوط هائلة للدعوة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من أجل السماح بالمرور الآمن للاحتياجات الإنسانية لسكان غزة والسماح للوكالات الإنسانية بالعمل في غزة دون قيد أو خوف.
دبلوماسيا، قد تكون القوى الكبرى التي شجعت على استمرار الأعمال العدائية بحجة القضاء على حماس على الجانب الخطأ من التاريخ، وقد تعاني من نقص في المصداقية مع تزايد زخم الرأي العام الدولي لوقف الحرب التي لا معنى لها كما يرى البعض.
من الناحية السياسية، بدا أن الرأي العام في العديد من الدول الغربية في بداية الحرب يتناقض مع سياسات حكومتهم خاصة في واشنطن ولندن وباريس وبرلين على سبيل المثال. وقد وضعهم هذا تحت انتقادات وضغوط واسعة النطاق قد تتسبب في أفول المستقبل السياسي لهؤلاء القادة. وهكذا نقرأ الآن أن واشنطن شككت في جدوى بعض عناصر استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في هذه الحرب وما بعدها.
في النهاية، يجب أن يكون هناك اعتراف بدولة فلسطين داخل الحدود المعترف بها دوليا. كما يجب التمسك بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتنفيذها بالكامل وحرفيا. ويجب التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها. ولا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب ولا مفر من أذرع العدالة الطويلة.
الناشر: أخبار غامبيا بالعربية
- Log in to post comments