Friday, November 22, 2024

الذكرى الثالثة لوفاة أحد عباقرة غامبيا

الاثنين, أغسطس 7, 2023
محلية ، مقال الرأي

بقلم/ باسيديا درامي

يصادف اليوم الذكرى الثالثة لوفاة أخي وصديقي العزيز، عميد الأدب العربي في غامبيا المترجم القدير والدبلوماسي المحنك سامبو غاساما. إثر الإعلان عن وفاته قبل ثلاث سنوات، اتصلت بي عدة وسائل إعلام لتسليط الضوء على مسيرة حياته الحافلة، لكن ما يغيب عن الكثير هو أن أواصر المحبة التي ربطتنا لم تدم لأكثر من ثلاث سنوات. نعم، سمعت الكثير عنه، وعن عبقريته الفذة، وضلوعه في اللغة، وتبحره في الشعر، لكننا لم نتمكن من التواصل بشكل مباشر ودائم حتى حوالي عام 2018 عندما تواصل معي برسالة عبر الفيسبوك، عبر فيها عن مشاعر التقدير للمقالات التي أنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

جسد الراحل معاني التواضع والكرم والنبل والإخلاص والجد والمثابرة، وكان ومازال قدوة ومثالاً لدارسي ومثقفي اللغة العربية والدراسات الإسلامية حيث ساهم مساهمة واضحة وترك بصمات خالدة في النهوض بالحركة الأدبية في غامبيا، ولم يأل جهداً في تشجيع أبنائه الطلبة وحثهم على طلب العلم.

 

ولد الشاعر والأديب النحرير في بانجول عام ١٩٤٧، وتلقى تعليمه الأساسي في الكتاتيب والمجالس التقليدية، حيث ذاع صيته بالذكاء الخارق، قبل أن يقصد السودان لاستكمال دراسته الجامعية في جامعة أم درمان حيث سطع نجمه في سماء المتفوقين والمتميزين.

 

بعد تخرجه في جامعة ام درمان العريقة بجمهورية السودان بمرتبة الشرف في الأدب العربي عام 1973، عمل في العام نفسه كمدرس للغة العربية في مدرسة ملفا في غامبيا، لكنه سرعان ما تطلع إلى اللحاق بالسلك الدبلوماسي، والذي سيأخذه في النهاية إلى ليبيا (1976-1978) والمملكة المتحدة حيث شغل منصب ملحق قنصلي وسكرتير ثان يعمل كسكرتير أول حتى عام 1980 على التوالي. ثم التحق الراحل بمقر منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا في عام 1981 للإعارة التي ستمتد في نهاية المطاف إلى ما يقرب من ربع قرن. وعلى الرغم من تقاعده رسميًا، بحكم عمره، لم يستطع الاتحاد الأفريقي الاستغناء عن خدماته، نظرًا لخبرته الطويلة وكفاءته التي لا جدال فيها، ومن ثم كان يعمل وفق عقد خاص حتى توفاه الله.

على الرغم من أن الراحل يعتبر أحد أفضل وأرقى المترجمين والكتاب ثنائيي اللغة الذين يشار إليهم بالبنان في بلدنا، إلا أنه لم يتلق أبدًا تعليمًا رسميًا باللغة الإنجليزية خلال مرحلته التكوينية، بل تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها من خلال التطوير الذاتي.

 

عندما زرته في عام 2018، أخبرني أنه كان يخطط للعودة في غامبيا بشكل نهائي بعد بقائه في الخارج لفترة طويلة، إلا أنه توفي بعد مرض قصير في 6 أغسطس 2020، بعد شهر واحد بالضبط من كتابته تأبينا بوفاة رفيق دربه الشيخ أحمد درامي – رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه.