وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور جماهيري لافت، عقد البرلمان الغامبي يوم الإثنين 18 مارس 2024 جلسته بشأن ختان الإناث، حيث قرر النواب إحالة مشروع القانون الذي قدمه النائب ألمامي جيبا بهدف إلغاء القانون الذي يجرم العملية إلى لجنة برلمانية مختصة لدعوة الأطراف المعنية المختلفة لدراسته وتقديم تقريرها النهائي إلى البرلمان.
في هذا السياق، عبّر أربعة نواب عن دعمهم لإلغاء القانون الذي يجرّم ممارسة ختان الإناث، وهم ألمامي جيبا ولامن سيسي، وباكر كي باجي، والحاج س دابو وكلهم ضد القانون.
وفي كلمته، أكد سيسي أنه ضد القانون وأنه لا ينبغي تجريم فعل تمارسه أمهاته، مضيفاً: "منع الرئيس السابق يحيى جامي طائفة "اندغل" من ممارسة شعائرهم الدينية، فرأت لجنة الحقيقة والمصالحة أن القرار يتنافى مع الدستور لأنهم يمتلكون الحق في ممارسة دينهم، ولماذا تمنع أمهاتنا من هذه الممارسة التي أباح لهن الدستور في المادة الخامسة والعشرين الفقرة (أ)." وتابع قائلا:" تنص المادة الرابعة من دستور غامبيا بأن كل حكم أو قانون يتعارض مع الدستور يكون لاغيا." واختتم مؤكدا: "خطواتنا اللاحقة حول هذا القانون ستمون في المحكمة."
وبعد قراءة ألمامي جيبا مشروع القانون أمام البرلمان، صرح النائب لدائرة غرب فلدو مبيّنا:" موقفي هو قتل هذا القانون، لأنني أمثل البنت التي لا تملك بطاقة الانتخاب، ولن أجلس هنا وأرى النساء يعانين، ومنع خفاض الإناث جارٍ في السنغال وفي مصر، و من نحن حتى نستخفي؟." وحث أعضاء البرلمان جميعا أن يُلغوا هذا القانون ويُقبر اليوم.
وفي مداولته قال نائب فوني بنتن بأن جلّ الذين يبكون لا يبكون لأجل بناتنا، وإنما يبكون لجيوبهم لأنهم يقولون بأن مساعدة الغرب لن تأتي إذا لم يتم منع ختان الإناث. واختتم النائب بسؤال هل نحن ننوب الغرب في البرلمان.
وفي كلمته، أكد زعيم الأقلية البرلمانية الحاج إس دابو بأن موقفه يتمثل في المثل الشعبي الماندنكي الذي يقول: لا يقضي الشعير على الفول ولا الفول على الشعير. وخلال مداخلته جاءت فكرة إحالة مشروع القانون إلى اللجنة البرلمانية المعنية لمزيد من الدراسة. وصرح قائلا:" لصالح الأمة والسلام ينبغي إرسال مشروع القانون إلى لجنة مختصة لمزيد من الدراسة. وأخيرا، تم إحالة مشروع القانون إلى لجنة الصحة والجنسين ولجنة حقوق الإنسان ولجنة أخرى ستتعامل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، وجمع وجهات نظرهم وإعداد تقرير، سيتم تقديم هذا التقرير للأعضاء للحصول على نقاش حول ما إذا كان سيتم إلغاء القانون الحالي أو التمسك به.
وفي مقابلة حصرية مع أخبار غامبيا بالعربية، اكدت الناشطة المناهضة لختان الإناث جاها دكوري، بأن موقف البرلمانيين مهم جدا، لأن هناك عديد من الغامبيين يقولون بأن F G M لا يمارس في غامبيا أبدا. الآن نأخذ هذا إلى الصحة وإلى نشطاء حقوق الإنسان، لنقوم بتقديم الأدلة التي لا ينكرها المنكر بأنها من ممارسة الغامبيين. وعن وجهة نظرها بعد مراجعة اللجنة هل لها أمل في إلغاء هذا المشروع، أجابت جاها دكوري، أعتقد أن اللجنة إذا نظرت إلى الأدلة المقنعة وإلى ضرر ممارسة ختان الإناث وإلى عدد النساء اللواتي يعانين في المستشفى جراء هذه الممارسة، لا أعتقد أن هذا المشروع سيمر." وقالت بأنه ينبغي على الناشطات التحدث إلى الناس حول خطورة هذه الممارسة. واختتمت جاها بنفي التهم حول أخذ الفلوس من الغرب لترويج هذا الأمر، مضيفة: "هذا ليس متعلقا بالفلوس هذا متعلق بغامبيا ونحن غامبيون."
وفي تصريح له قال الإمام عبد الله فاتي أمام مؤيدي هذا المشروع، بأنهم كانوا يأملون اليوم أن يصوت النواب لرفع القانون المجرم عن أمهاتنا ونسائنا. وأضاف أن علماء السعودية يقرون بمشروعية ختان الإناث، وحث النواب واللجنة المكلفة أن يتقوا الله فيما يشرعون علينا. وقال الإمام بأن إبقاء هذا القانون في غامبيا، يعتبر مثيرا للفتنة لأننا سنمارس هذه السنة.
وفي تصريحاته، قال محامي حقوق الإنسان وزعيم حزب المؤتمر الأخلاقي ماي أحمد فاتي بأنه مسرور جدا وأن كل من يحب الرسول مسرور اليوم. وأضاف:" ما جئنا للفتنة هنا، بل نحن هنا للدفاع عن حقوقنا الدستورية بأننا ننتمي إلى أيّ دين شئنا. وأشار إلى أن البرلمان لبس له حق أن يقرّ هذا القانون لأنه يخالف الدستور. واختتم فاتي:" بأن هذا القانون إن لم يتم إلغاؤه في البرلمان سيلغى في المحكمة. "هذا موقفنا، من شاء أن يحبنا بناء على هذه الخطوات فليحبنا ومن يرد أن يبغضنا لأجل موقفنا فليبغضنا لكننا مع الدين دائما وأبدا واختتم حديثه والدموع تنهمر من عينيه.
من جانبه، تحدث النائب ألمامي جيبا قائلا: "إننا نقف مع الدين والغامبيين وعاداتنا. حان الوقت ألاّ نقول فقط قال الله وقال الرسول في المدارس العربية، بل علينا أن نسعى إلى تبوء مقاعد البرلمانيين لحفظ بلادنا ودينا." واختتم جيبا بحث الناخبين أن يختاروا من يمسح دموعهم، مطمئنا مؤيدي مشروع القانون بأنه حيّ لم يمت، لأنه عضو في تلك اللجنة.
كتب الخبر خليفة فاتي
وحرره باسيديا درامي
أخبار غامبيا بالعربية
- Log in to post comments