كتبت الخبر مريم توري
أقامت مؤسسة أخبار غامبيا بالعربية ندوة بعنوان: "تداعيات انسحاب ٣ دول من منظمة الإيكواس" وذلك مساء يوم الأحد الموافق ٢٥ فبراير ٢٠٢٤ عبر الزوم.
في مستهل الندوة، قدم مدير البرنامج السيد/ موسى باه – المستشار بسفارة جمهورية غامبيا لدى قطر- نبذة يسيرة عن مؤسسة أخبار غامبيا بالعربية وما تقوم به من جهود كبيرة وجبارة وعن أهدافها المنشودة، ثم أوضح محاور الندوة الرئيسية.
في هذا السياق، قدم الدكتور الحاج مانتا درامي رئيس التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بمجمع الفقه الإسلامي نبذة قصيرة عن منظمة إيكواس وعن تأسيسها عام ١٩٧٥ في نيجيريا وذلك لتفعيل وتشجيع التعاون والتكامل بين الدول هذه المنطقة ولتمكين مواطني هذه الدول للحصول على الفرص المتاحة كالتعليم والصحة ولتوحيد السياسات والنشاطات التجارية والزراعية. وتتضمن هذه المنظمة: سلطة رؤساء الدول والحكومات، ومجلس الوزراء، واللجنة الإدارية والمالية، والمفوضين والبرلمان والمحكمة والبنك وغيرها. وذكر أهمية هذه الدول الثلاث في إيكواس تاريخيا وثقافيا، وخروج هذه الدول سيسبب بعض التحديات الثقافية والاجتماعية والسياسية والأمنية، وأن انسحاب هذه الدول له تداعيات على سمعة المنظمة، وسيؤثر على حركة البضائع والأفراد في هذه البلدان وخاصة على الدول المجاورة كبنين ومالي والسنغال وبين نيجيريا والنيجر وغيرها. وأضاف بأن رفع القيود عن النيجر أمر إيجابي لأن اللجوء إلى القوة لا يجدي نفعا وربما تغير هذه الدول قرار انسحابها وتكون هناك بعض الترتيبات المعينة لتجري الأمور إلى مجراها بين هذه الدول والمنظمة لأن خروج هذه الدول منها لا يأتي بأي منفعة بل بالضرر، وأيضا ربما إيكواس تريد إرسال الرسالة بأنها لا تريد الانقلابات لكن رغم حدوث ما حدث كان لا بد من اللجوء إلى الوسائل السلمية للحد من الانقلابات.
وتلاه الدكتور عمر جاه وكيل وزارة الصحة، الذي تطرق إلى القواعد الأساسية للموضوع وقال بأن القاعدة الأولى هي: أن انسحاب هذه الدول جزء لا يتجزأ من الصورة الحقيقية وذلك نتيجة التكتلات الجديدة المبنية على النظام العالمي الذي كلها نظريات مصلحية وليست أخلاقية، وأن النظام العالمي كلعبة شطرنج وهذه اللعبة تتضمن اللاعبون وهم الأقلية، والمتفرجون، والملعوب بهم، وأضاف بأن القارة التي فيها هذه المنظمة فهي قارة ملعوب بها، ومعرفة هذا مهم لأنها جزء من الحل فيجب عدم التغافل بحقيقة ما نحن فيه، وقال بأن كثيراً من المنظمات والمؤسسات في هذه القارة وظيفية على غرار الجامعة العربية وترتبط مصيرها بالغرض الذي أسست لأجلها وأن أزمة إيكواس ليست أزمة ثقافية أو اقتصادية بل هي أزمة هوية. ثم قال بأن بقائها وانفكاكها مرتبطة بالهدف الأصلي بإنشائها، وقال بأن هدفها المعلن هو التعاون الاقتصادي للوصول إلى ازدهار اقتصادي ونجحوا في ذلك ، لكن مقارنة بآسيا كان يجب تحقيق أكثر من هذا. ومن ثم تطرق إلى مقومات البقاء بعد الانسحاب وذكر منها: الإدارة السياسية لإبقاء الحال على ما هو عليه حيث أن القادة لديهم إرادة قوية لإبقاء حال المنظمة على هو عليه، غياب الوعي الأفريقي من حيث البديل، استمرار القارة على المناهج التعليمية التي ورثناها من المستعمرين. وأشار إلى المهددات وذكر منها: ان انسحاب هذه الدول سيؤدي إلى التفكك والتصدع للمنظمة، وأيضا قد فشلت المنظمة من البداية في تبني سياسة حكيمة في التعامل مع الانقلابات، وأيضا قد فشلت المنظمة في مواكبة عقلية ما بعد الحداثة، وأيضا كون جميع هذه الدول من الدول الفرانكفونية وخروج كلها من المنظمة من المهددات لها، وأيضا الأزمة في السنغال سلاح ذو حدين حيث نجاح النظام فيما يصبو إليه فسيكون ذلك سلاح من المقومات، أما إذا فشل النظام في سياستها مع الشعب فهذا سيعتبر سلاح من المهددات.
وبعد المداخلات والتعليقات من المشاركين اختتمت الندوة بكلمة من مؤسس أخبار غامبيا بالعربية السيد/ باسيديا درامي الذي بدوره قدم كلمة الشكر والعرفان باسم المؤسسة للمحاضرين الجليلين الفاضلين على المشاركة رغم انشغالاتهما الكبيرة ولجميع المشاركين في هذه الندوة.
- Log in to post comments