أسدل الستار على استضافة غامبيا لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي خلال شهر مايو الجاري بعد تأجيل استضافة القمة لعدة مرات لأسباب فنية من أهمها البنية التحتية الأساسية لإقامة ثاني أكبر تجمع بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
القمة التي عقدت وسط انتقادات واسعة من الداخل والخارج حول امكانية استضافة غامبيا للحدث نظرا لعدم الاستعداد الجيد كما اسلف وان ذكرت؛ تمت هذه المرة بعد الاستعداد من الناحية الفنية والتنظيمية والأمنية وهي بذلك قطعت الشك باليقين و أثبتت قدرتها على استضافة مثل هذا الحدث العالمي.
كنت وغيري ممن تم اختيارهم واستدعائهم للقدوم إلى غامبيا والمشاركة او المساهمة ولو بجزء يسير من إنجاح أعمال القمة.
ماشاهدته عن قرب اثناء تواجدي في غامبيا هو مستوى الاستعداد وخاصة من الناحية الأمنية؛ وهو ما نشاهده في القمم التي شاركنا فيها سواء في مجال المهنة او غير ذلك.
ولا اخفي على القارئ التخوف الذي انتابني وأرقني انا وغيري ممن يهمهم الامر وهو التخوف الأمني وكذلك التنقل وحتى الإسكان. فقد تم تخطي هذه العقبة بكل جدارة ولا أبالغ فيما اقول لانني محاسب عن كل كلمة اكتبها هنا في هذا المنبر صغيرة وكبيرة.
اول ما قمت به هو الاطلاع على الأمور الفنية واللوجستية والتي كانت مصدر قلق كبير لكل مواطن غامبي.
وفي اروقة قاعات الاجتماعات فقد شهدت زخما كبيرا ومداولات واسعة حول مختلف قضايا الامة فضلا عن تلك القضايا العالقة في القمم السابقة وطبعا المحور الأساسي وهو القضية الفلسطينية كان حاضرا في مداولات أعمال القمة بدءا من الاجتماع التحضيري لكبار المسؤولين في دول المنظمة ثم اجتماع وزراء خارجية المنظمة واخيراً الاجتماع رفيع المستوى لقادة ورؤساء حكومات دول الاعضاء.
واطلعت ايضا على قائمة الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي حضرت القمة ووجدتها قائمة عريضة ناهيك عن العدد الاجمالي للمشاركين من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية التي ذكرتها آنفا.
قد يتساءل البعض عن غياب واضح لرؤساء دول المنظمة في القمة، وجوابي على ذلك كمتابع ومراقب هو أن التمثيل كان على المستوى المطلوب بحضور وزراء خارجية دول الاعضاء يرافقهم مسؤولون حكوميون كبار من هذه الدول. وكما هو الحال في مؤتمرات وقمم عالمية حيث يغيب عنها بعض رؤساء الدول.
وقد اتيحت لي الفرصة وكانت بالنسبة لي اضافة كبيرة جدا ؛ ان التقيت باخوة اذكر منهم على سبيل المثال الدكتور مانتا درامي والأستاذ الدكتور قطب سانو والدكتور عمر جاه وغيرهم من علماء غامبيا.
السؤال الان ؛ ما بعد القمة ؟
لا اريد الخوض في تفاصيل اكثر حيث تطرق اخي الدكتور الحاج مانتا حول الموضوع في مقاله الرائع والذي تم نشره في اخبار غامبيا بالعربية.
فأمام غامبيا ثلاث سنوات على رئاسة منظمة التعاون الإسلامي وبامكاننا احداث تغيير ملحوظ فى المنظمة.
ستشهد الدبلوماسية الغامبية منعطفا تاريخيا وحراكا نشطا جدا إذا ما تم توظيفها بشكل اكثر دقة. فهي دبلوماسية مرنة تتسم بالحياد والشفافية.
واختم بالقول ان غامبيا استضافت القمة للمرة الأولى لكن ليست المرة الأولى التي ساهمت فيها غامبيا في منظمة التعاون الإسلامي.
اخوكم : موسى باه
١٣ مايو ٢٠٢٤
- Log in to post comments