Tuesday, November 19, 2024

من هو البروفيسور الحاج مانتا درامي؟

الأحد, أغسطس 4, 2024
، مقابلة

 

ولد الأستاذ الدكتور الحاج مانتا درامي في مدينة بريكاما، بإقليم الساحل الغربي في جمهورية غامبيا في أقصى غرب إفريقيا.

بدأ مسيرته العلمية على يد والده الراحل الشيخ محمدالأمين درامي الذي كان معلماُ بارزاً في بريكاما قبل إنشاء المدارس العربية النظامية فيها.

في سن العاشرة، انتقل البروفيسور درامي إلى بانجول ليقيم مع معلمه ومرشده وابن عمه الراحل، الشيخ الحاج باندينغ درامي، المعروف أيضاً بالشيخ أحمد درامي، الذي تلقى على يديه الدراسات العربية والإسلامية. لقد صقل الدكتور درامي مهاراته في هذه المواد من خلال الشيخ أحمد درامي بينما كان يدرس في القسم الإنجليزي التابع لمدرسة محمدان الابتدائية. بعد أن اجتاز امتحان المرحلة الابتدائية بتفوق، التحق لاحقًا بالمرحلة الثانوية بالقسم الإنجليزي لمدرسة مسلم هاي سكول. وهكذا تلقى البروفيسور درامي تعليماً مزدوجاً مكنه من اللغتين العربية والإنجليزية في سن مبكرة بفضل الله ثم توجيهات معلمه الشيخ أحمد درامي – طيب الله ثراه- الذي لعب دوراً محوريا في تكوينه وكان له بالغ الأثر في قولبة شخصية البروفيسور الحاج مانتا درامي. كان درامي دوماً طالباً متفوقاً في دراسته ومتميزا يشار إليه بالبنان بين أقرانه في كل المدارس والجامعات التي تعلم فيها.

من بداياته المتواضعة في بريكاما إلى رحلته عبر الأوساط الأكاديمية، كان مسار الدكتور درامه موجهًا بشغف شديد للتعلم والتميز، مسترشداً بالقيم والأخلاق الإسلامية التي غرستها فيه عائلته المحافظة والمتدينة، مما شكل كل مرحلة من مراحل رحلته و مهد الطريق له لمهنة مجزية ومؤثرة في التعليم والعلاقات الدولية. في مقابلة مع صحيفة ألكامبا تايمز قال درامي: “لقد استفدت من تجارب مختلفة: سافرت إلى السودان حيث أكملت تعليمي الثانوي العربي، ثم إلى ماليزيا للحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والماجستير في اللاهوت الإسلامي والفلسفة والدين المقارن وثلاث شهادات دكتوراه في أوروبا".

خلال فترة وجوده في ماليزيا، حظي الدكتور درامي بالاحتكاك بعلماء أجلاء وشخصيات مرموقة من خلفيات ثقافية متنوعة، مما أدى إلى توسيع آفاقه الفكرية. أكمل درامي برنامج الدكتوراه في الدبلوماسية والعلاقات الدولية في كلية الدراسات العليا الأمريكية في باريس في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، قدم أطروحة دكتوراه في الفكر الإسلامي في الكلية الإسلامية في لندن، مما أدى إلى تعميق خبرته في هذا المجال. ثم حصل البروفيسور على دكتوراه ثالثة في العلاقات الدولية وقضايا الأمن من جامعة جنوب ويلز بالمملكة المتحدة (بريطانيا). هذا، وقد أدى التزام البروفيسور درامي بالتميز في التعليم إلى الحصول على شهادة الدراسات العليا في التدريس في التعليم العالي بالمملكة المتحدة. تم الاعتراف بتفانيه في مجال التدريس من خلال الجوائز المرموقة، بما في ذلك الزمالات من أكاديمية التعليم العالي والجمعية الملكية للآداب في المملكة المتحدة.

قام بالتدريس لأكثر من ثلاث سنوات في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وما يقرب من عقدين من الزمان في قطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة. وهو يعمل حاليًا أستاذًا زائرًا للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والفكر الإسلامي في الكلية الإسلامية في لندن ومحاضرًا زائرًا في جامعة غامبيا، حيث ينقل معرفته بالعلاقات الدولية والدبلوماسية من خلال دورات مختلفة.

شغل الدكتور درامي مناصب قيادية رئيسية في مؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة، بما في ذلك كونه أول رئيس لقسم دراسة الإسلام والمسلمين في كلية آل مكتوم للتعليم العالي وعمل لاحقًا كمدير لكلية الدراسات العليا بها. امتدت مساهماته في الأوساط الأكاديمية إلى الإشراف على العديد من طلاب الماجستير والدكتوراه، مما عزز تأثيره في مجال التعليم. "أتعامل مع التعليم من منظور متعدد التخصصات، مستفيدًا من معرفتي بالعلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية لتفكيك القضايا الأكاديمية المعقدة.

يتقن اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، مما يمكنه من أداء أدوار مختلفة، من العمل كمحرر ومترجم إلى صياغة الخطب. ويشغل حالياً منصب رئيس قسم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في مجمع الفقه الإسلامي في جدة، حيث يوظف معرفته الدقيقة وخبرته العميقة في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية.

وتشمل اهتماماته الأكاديمية تعزيز الشراكات العلمية بين الجهات الأكاديمية والمؤسسات الأخرى على المستويين الإقليمي والعالمي. كما يساهم بنشاط في تطوير التقارير والسياسات لرعاية وتعزيز هذه العلاقات التعاونية. يسمح له هذا الدور متعدد الأوجه بالتواصل مع العديد من أصحاب المصلحة على المستوى الدولي، مما يثري شبكته المهنية. بصفته باحثًا نشطًا، يسعى درامي باستمرار إلى تطوير أفكاره ورؤيته. يركز بحثه على جوانب مختلفة من السياسة والعلاقات الدولية والسياسة الخارجية والقضايا المنهجية في الفكر الإسلامي. وتتمثل مجالات اهتمام الدكتور درامي في العلاقات الغربية الإسلامية، وديناميكيات السياسة الخارجية داخل البلدان الأفريقية، والمنظور القرآني للتعايش السلمي والإنسانية. ومن خلال مساعيه البحثية، يسعى إلى المساهمة في فهم أعمق لهذه المواضيع المعقدة وتداعياتها على نطاق عالمي.

ويعتقد درامي أن غامبيا تمتلك إمكانات غير مستغلة ويتصور سياسة خارجية قوية وديناميكية يمكنها جذب المستثمرين من منطقة الخليج العربي. ويؤكد درامي على أهمية إشراك الأفراد الذين لديهم معرفة بالثقافات العربية والشعوب واللغة العربية وذوي الخبرة في السياسة الخارجية والدبلوماسية للمساعدة في تسهيل هذه العملية بشكل فعال. ومن خلال الاستفادة من هذه الموارد، يتصور أن غامبيا ستنشئ شراكات قوية وتعظيم فرص النمو الاقتصادي والتنمية.

المصدر: ألكامبا تايمز

ترجمه باسيديا درامي

أخبار غامبيا بالعربية