بقلم: البروفيسور الحاج مانتا درامي، أستاذ الفكر الإسلامي والعلاقات الدولية
بصفتي مواطنا غامبيا يعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية ، أعتقد أنه من المناسب بالنسبة لي أن أقدم بعض الأفكار حول القمة القادمة لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستستضيفها غامبيا في ديسمبر 2023.
جدير بالذكر أن منظمة التعاون الإسلامي واحدة من أكبر المؤسسات الحكومية الدولية في العالم تحتل المرتبة الثانية بعد الأمم المتحدة. وتضم في عضويتها سبعة وخمسين (57) بلدا في جميع أنحاء العالم، ولديها منظمات تابعة وفرعية ومتخصصة تعمل في مجالات تكميلية مختلفة تشمل الزراعة والعلوم والطب وصولاً إلى الشريعة والقانون والتمويل والتعليم وحقوق الإنسان.
أكد كل من رئيس غامبيا والرئيس التنفيذي للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في غامبيا ومبعوث منظمة التعاون الإسلامي إلى غامبيا أن غامبيا ستستضيف هذا الحدث في ديسمبر. وعلاوة على ذلك، أشار الرئيس التنفيذي للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في غامبيا إلى أن القمة ستبدأ باجتماع الموظفين رفيعي المستوى واجتماع وزاري بين 12 و15 ديسمبر يعقبه اجتماع القمة بين 16 و17 ديسمبر. لقد أكد لنا الرئيس التنفيذي الاستعداد اللوجستي لغامبيا لاستضافة هذه القمة ذات الأهمية الكبيرة وسيكون تأثيرها هائلا وبعيد المدى.
وبينما ننتقل الآن من مرحلة اللوجستيات والسياسات والهياكل الأساسية، سندخل الآن مرحلة التنفيذ. يمكن وصف ذلك بأنه الانتقال من مرحلة تعبئة الموارد اللازمة إلى ترجمة الأفكار العظيمة إلى ممارسة من حيث الضيافة والبروتوكولات، والأمن والرعاية والإنسانية.
ويمكن لغامبيا أن تستفيد من هذه القمة بشكل كبير إذا ما تم تنفيذها بشكل جيد من حيث العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والشركاء الآخرين. إنها فرصة عظيمة لعرض غامبيا على أنها ساحل أفريقيا المبتسم المعروفة بتعاطفها وسلامها وسلمها. إنها فرصة لتسويق غامبيا كوجهة سياحية آمنة لملايين الأشخاص. إنها فرصة مناسبة لغامبيا للبحث عن فرص التمويل والتدريب لشبابها من أجل تمكينهم.
أعتقد أن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في غامبيا ستسمح للغامبيين وخاصة مثقفي الدراسات العربية والإسلامية بالمشاركة الحقيقية في هذا الحدث كمترجمين تحريريين / مترجمين فوريين ومسؤولين عن المراسم لأنهم في وضع أفضل للتواصل الفعال مع الضيوف من البلدان الناطقة باللغة العربية. هناك مواهب غير مستغلة داخل هذه الشريحة من المجتمع.
وعلى الرغم من أن مؤتمر القمة سيستمر لبضعة أيام، فإن غامبيا ستتولى الرئاسة لمدة ثلاث سنوات. وهذا يعني أن غامبيا لديها فرصة كبيرة لتطوير دبلوماسيتها وسياستها الخارجية تجاه الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
أعتقد أنه ينبغي النظر إلى هذه القمة على أنها حدث وطني يجب أن يجمع الجميع للعمل من أجل نجاحه. أنا متأكد من أن قمة من هذا القبيل من شأنها أن تلعب دورا محوريا في تنشيط الاقتصاد الغامبي. أعتقد أنها يجب أن تكون فرصة لرأب الخلافات وتضميد الجراح. تقع على عاتق النخبة السياسية مسؤولية كبيرة في النظر إلى المصلحة الوطنية الكبرى بدلا من المصالح الحزبية الضيقة. إن مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي في غامبيا فرصة ذهبية لا ينبغي تفويتها.
- Log in to post comments